سيدي حمو الطالب: “باب ن أومارك” – عميد الشعر الأمازيغي الشفاهي
اسمه وألقابه
يُعرف بشتى الأسماء والألقاب: سيدي حمو الطالب، حمو بن عبد الله في بعض المخطوطات، وفي التقاليد الشفوية تظهر أسماء مثل باب ن أومارك (أي "سيد الشعر")، وسيدي حمو الراسلوادي، وسيدي حمو الزكموزي، وغيرها .
زمنه وجذوره الجغرافية
تشير الأبحاث الحديثة إلى أنه عاش في القرن الثامن عشر الميلادي، تحديدًا بين الربع الأخير من القرن السابع عشر وبداية القرن الثامن عشر. أماكن ميلاده المحتملة تتنوع بين قرية تاغكوالت في قبيلة أزكروز، و أولوز، لكن غالب الباحثين يميلون للأول .
جامع للمعرفة العلمية والدينية
تميّز بتمكّنه من علوم متعددة: القراءات، التفسير، الحديث، النحو، الفقه، الطب، التصوّف، وغيرها . هذا التنوع العميق مكنه أن يكون أستاذًا في زاوية مولاي إبراهيم حيث تخصص في تعليم العلوم الدينية واللغوية .
دوره في الشعر الأمازيغي الشفاهي
يعتبر من أبرز شعراء الشفويين في سوس؛ إذ لم يُدوّن شعره كما في الدواوين التقليدية، بل تناقله المغنون والرواة شفويًا . أشعاره لا تزال حية في تراث الغناء والموسم الشعبي، ويبدأ المغنون أعمالهم غالبًا بالعبارة المأثورة:
"ءرْحمك أسيدي حمو الطالب باب ن ؤمارك ءنا ءيكلين"
بمعنى: "يرحمك الله يا سيدي حمو الطالب، يا سيد الشعر" .
منزلته الأدبية
رحّب به باحثون ومترجمو اللغة الأمازيغية من مختلف الجنسيات. وصفه الباحث جونصون بأنه "أعظم الشعراء جميعا"، ووضعه بعضهم في مصاف هوميروس لأهميته الأدبية.
أبرز مصادر دراسته
المؤلفات التي تناولت شعره وإرثه تشمل:
- الدكتور عمر أمارير، في كتابه "الشعر الأمازيغي المنسوب إلى سيدي حمو الطالب" (1985) .
- الباحث الألماني هانس شتوم (1895)، والإنجليزي ر. ل. ن. جونصون (1907)، والفرنسي هنري دوكير (1920)، الذين جمعوا أشعاره وشهروا بها عالمياً .
الخلاصة
سيدي حمو الطالب هو بحق نجم الشعر الأمازيغي الشفاهي، حافظًا وناقلًا للتراث في عصر كانت فيه الكتابة الشعرية مجرد امتداد لخبرة الشفاه. أنشده السكان، سلطانًا عليه العلماء والمتخصصون، وخلّدته ذاكرة الجماعة عبر ثلاثة قرون بوصمة أبدية كرائد من رواد الكلمة الأصيلة.
Tags
نصوص بالعربية